Wednesday, May 9, 2012

الأرض أكرمُ من الكَرْمِ، والكرّامُ بعدُ أكرمْ


يا شعوب الأرض أخبروني ما القضية؟
ولماذا تغتصبون بعضكم بعضاً من أجل حروب همجيّة؟
هناك خيرٌ كافٍ ووافر للجميع، فلماذا تقتتلون كأنكم للشرّ خُلقتم وللبليّة؟
عيشوا. تناغموا. احلموا. اضحكوا. ارقصوا. تنفّسوا. ابتسموا، ثمّ ابتسموا وعودوا لتبتسموا: هناك مكانٌ للجميع دون حديدٍ ومنيّة.
ها جراحات أرضي تنادي. ها جراحات الأرض تنادي، وأشلاء أسماءٍ تنادي، نابشةً جرح عشبٍ ووادي، إلّأ أنّه "عشرين مرّة إجا وراح التلج" ووراءها أيضاً عشرين عاماً، أضف إليها عشرين أُخَر، غير أنّ شادي ضاع في الثلج، وحين أتى الربيع، قالوا: ننتظره في الصيف.           
عشرون ألف صيفٍ مرّ على ضياع شادي في الثلوج الحمراء، في شوارع حيفا وأريحا وبيروت والشام والقاهرة وطرابلس وبغداد والقدس وبين الأبنية وأدراج الخزانات في بلادي العربية وحدودها التي لم تعرف حتى اليوم من ترسيم للإنسانيّة.                                                                             
وبعدُ، ما زال جرحي ينزّ، ولا من رويّة!!
في بلادي اللبنانية والأفريقية والأميركية والأوسترالية والآسيوية، لم يعد مطر الأشلاء يشكّل عائقاً أمام خلع قميص التعاطف لارتشاف القهوة العصرية.
لم يعد رذاذ الأشلاء يندرج ضمن فقرة الـ"extreme weather" لا في النشرة الصباحية ولا المسائية، لقد نُقل إلى فقرة "شيء أقلّ من عادي"، خارج دوامات البثّ العاديّة.
وعلى الطريقة اللبنانية أقول: يا عالم! يا هوووو! يا بشر!
الحب هو كلمة السر
وكلمة السر هي الحب
هناك خيرٌ وافٍ كافٍ بل وأكثر. صدقوني هناك أكثر من الأكثر للجميع، لا حاجة للإقتتال والنزاع والصراع على ماديات الأرض، فالأرض أكرمُ من الكَرْمِ، والكرّامُ بعدُ أكرمْ.
ويا أفراد هذا الوطن: علام تصفّقون وجبال النفايات تتطاول أعلى من سلاسل الجبال الطبيعيّة؟
علامَ تلوكون بعضكم بعضاً علناً، أمام عيون العالم أجمع، عبر محطّات التلفزة المحليّة؟
علامَ تهرّجون ومروج لبنان الأخضر أكلتها كفوف أيديكم السوداء التي ما زالت تكتب الأغاني الشعبيّة؟
علامَ تنادون بالعلمانية بينما لا تزالون تتلطون داخل جببكم الدينيّة؟
علامَ تتسابقون في معارض السيارات والثياب والأحذية والعطور والمطاعم و و و و و؟
هناك خيرٌ وافٍ كافٍ بل وأكثر. صدقوني هناك أكثر من الأكثر للجميع، فالأرض أكرمُ من الكَرْمِ، والكرّامُ بعدُ أكرمْ.

No comments: