Thursday, March 2, 2023

ماما وأصابع الله

 

كبرت يا ماما وصرت عم إشبهك. كبرت يا ماما وصرت عم إفهم ليش كنتي تاكلي فضلات الأكل البايت. فهمت إصرارك على أكلهم بالوقت اللي نحنا نكون عم ناكل الطبخ الطازة. مش لأنه في قلّة! لأ! ربّنا كتير كريم ومبحبح الخير على طاولتنا. فهمت كمية الجهد اللي كنتي تبذليه فوق طاقتك، لحتى تحضّري الطبخة بالرغم من عجزك بسبب كتر الشغل وكيف بتحرصي تحطي مكونات قلبك بكل ورقة بقدونس عم تغسليها وتنشفيها وتفرميها بإيديكي التعبانين. وياي شو إيديكي مقدسين! معك حق يا ماما! معيار الأكل مش بس بيشترط يكون طازة لحتى يغذي! بتبقى كل خواصه الغذائية موجودة بوفرة، من كتر ما عطيتيه طاقة فوق التعب وأكبر من الجهد؛ إرادة الحب الما إلو شروط. قلبك هوّي الطبّاخ البيحضر الأكل للناس البيحبهم، وبيبحبح عيار الإهتمام بسعادتهم وراحتهم حتى لما يرجعوا عالبيت المسا بعد نهار شغل طويل، يلاقوا السفرة محضرة وإنتي ناطرتيهم بلا ما تاكلي، ليرجعوا ياكلوا من إيديكي طازة. 

كنا يا أمي ناكل الطبخة الطازة وإنتي تاكلي الأكل مسخّن من البراد مع فتافيت الخبز. كل ما إتذكّر بيتفتفت قلبي وبخجل من حبك الكبير اللي كنتي تسكبيه بكل شي كنتي تعمليه. تحرمي حالك من أكلة صرفتي عليها كل النهار لحضّرتيها، بلكي شهيّتنا استدعت ناكلها كلّها، وتخافي هالحصة اللي رح تسكبيها بصحنك، تخافي ما تكوني من حصّتنا عم تاخديها! ماما إنتي حصّة القلب ومحصلة حب الله الصافي، وياي قديش بتحبنا يا الله، لحتى سكبت حالك بأمي!
ربيعة طوق

Wednesday, March 1, 2023

اللعبة

 


بين الحمل والولادة، علبة الرحم..
بين الطفل واللعب، علبة الهدية..
بين العتمة والنور، علبة النظر..
بين الموت والقبر، علبة النعش.. 
بين الأخ والأخت، علبة الوحدة..
بين العاشق والعاشقة، علبة الخاتم..
بين الصديق والصديقة، علبة الأسرار..
بين التشرد والإستقرار، علبة المنزل..
بين الأحداث والحنين، علبة الذكريات..
بين النعاس والنوم، علبة الأرق..
بين النوم والغفوة، علبة الأحلام..
بين الأحلام والحقيقة، علبة الخيبات..
بين يدين الحياة نحن العلب.. 
الحياة بنا تلعب..
لا تتعب..
لا تعتب..
إلعب.. العلبة هي اللعبة.. 
إلعب قبل أن تدخل عتم العلبة..
ربيعة طوق