Saturday, November 19, 2022

ورق القلب والقلب ورق




كمشة ورق، عم تلعب إيد الريح،

قلب ودقّاتو مرسومين منيح، 

هيدا ورق قلبي صاير مراجيح،

يرقص وجّك باقي شويّة تلاميح..

بردعجِّل حبيبي البرد زيح!

عجِّل ضوّيلي إيديك مصابيح،

ضوّيتلّك سنين عمري مفاتيح..

شويّ وبترجع تصرِّخ أصابع الريح،

تخزِّق فساتين الورد والعمر تشليح..

شويّ بيخلص وبيصير الضوّ شحيح،

عجّل حبيبي، خبّيني بقلبك خبّيني منيح.

ربيعة طوق


 

Thursday, November 17, 2022

استفيقوا يا أخواتي ويا إخوتي

أخواتي وإخوتي

هناك من سيمتنع عن قراءة سطوري لمعرفته بعدم انتسابي إلى حزبه. وهناك من سيمتنع عن القراءة لما سيلي، لأنه سيقول في نفسه: كل الأحزاب مخطئة ومدانة إلا حزبي.


أنا يا سيدات ويا سادة أجرّم كل الأحزاب اللبنانية دون استثناء. أحزابكم يا إخوتي وأخواتي قد سرقت صندوق التعاضد وصندوق الضمان الاجتماعي وصندوق نقابة الأطباء والمحامين وكل باقي النقابات. أحزابكم قد سرقت تعويض كل المتقاعدين وكل الشباب والشابات الذين طمحوا لضمّ فلس الأرملة لبناء مشاريعهم المستقبلية التي سقطت بسقوط المصارف والمدارس والمستشفيات. سرقوا، مجتمعين وفرادى، جنى أعمار أرباب العائلات ومستقبل أبناء البلد، كل البلد. 


من المستحيل أن يكون هناك وجود للتعددية مع الأحزاب السياسية_الطائفية في لبنان، والتي سعت ولا تزال فقط للسلطة. لا مكان لبناء التعايش مع فكرة دولة شاملة بوجود أحزابكم التي تمنع وصول الفكر البنّاء.  إنّ هدف كل الأحزاب هو وضع مصلحة المجموعة على حساب الحقيقة. وقد تم برهان ذلك عبر ممارساتهم التي تُعلي مصلحة الحزب في الوصول إلى السلطة الأحاديّة، وتدمير السلطة الجامعة، أي سلطة الدولة الواحدة، للوصول إلى هذا؛ وها سلطة الأحزاب قد أوصلت لبنان إلى الدمار الشامل منذ أربعين عام حتى اليوم، فمتى تستيقظون أيها النيام؟


كل حزب يتقاسم نفس الأفكار المعلوكة والتي نتجت عنها الحروب والنزاعات، وتتقاسم نفس الأفكار للحصول عل السلطة في دائرة نفوذها المناطقية، إلا أن سلطة كل طرف على حدة ساهمت في تدمير لبنان في كل باقي المناطق.


إن أدنى محاولة من أحد أفراد الحزب لطرح فكرة مغايرة عن أفكار الحزب، أمر يُعَدّ خيانة للحزب. من هنا لا يمكن الوصول إلى مفهوم وطني واحد إلا بإلغاء جميع الأحزاب التي لم تنجح حتى اليوم سوى في صنع الحروب وافتعال المشاكل وتعميق الفروقات الثقافية والاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد. وأكبر دليل بأن جميع الأحزاب اللبنانية لم تنجح في تغيير رئيسها وهو الأمر المنافي لما يدّعونه من ديموقراطية مزيّفة يتربّع عليها نفس الأشخاص منذ أكثرمن ثلاثين عام، وإن تغيّر الأشخاص فقد تغيّروا فقط عبر التوريث السياسي لأبنائهم لأنهم، إما ماتوا، إما كبروا في السنّ.


والنتيجة، كل قطيع حزبي له مرجعيته التي تتناقض بجوهر أفكارها وتطلعاتها مع جوهر وأفكار وتطلعات كل باقي الأحزاب الأخرى، سيما وأنهم جميعهم يتبعون سياسة التضليل والكذب وها لبنان يشهد بعتمته وعجز مستشفياته وانهيار نظامه التعليمي عن تقديم أدنى الخدمات المنوطة بهم.


لقد اغتالت الأحزاب اللبنانية مجتمعةً الوطن بأكمله، عبر قتل روح شعب كامل ولعدّة أجيال متتالية، عن طريق التضليل والتفريق وبثّ الأفكار الخاطئة وغسل الأدمغة عبر  التخاويف المسمّمة للعقول والقلوب، وما عتمة بيوتنا وغياب المياه عنها، وتغييب أبنائها إلى الغربة في بقاع الأرض بعيداً عن عوائلنا سوى أكبر شاهد على هذا. الأحزاب قائمة على تقاسم نفس الأفكار التي تبثّ الخوف من الأحزاب الأخرى عبر تخوينها بعقائدها وبتاريخها، وقد استعمل كل حزب سلطته لتدمير وطننا وتهجير أبنائه.


من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، شعبٌ مُغَيَّب لا يُسمع له صوت ولا يُسمح له سوى بالتصفيق لزوجات رؤساء الأحزاب اللواتي رُسِم لهنَّ دور الممثلات اللواتي يُثرن الشفقة والقرف لكثرة العهر الشعبي الذي تمارسنه عبر استعراض الملابس والمجوهرات الأغلى ثمناً في العالم، بينما تقمن بتدشين كراتين الإعاشة، أو صالات الأفراح، أو كتابة الشوارع والأنهر والبحيرات والشواطئ باسمهنّ، وبينما نساء الأحزاب يتندّرن للحصول على كسوة لكرامات مستقبل أولادهنّ المرهون لأزواج سيّدات الأحزاب، اللواتي لم نشهد يوماً أنهنّ افتتحن مركزاً تعليميّاً أو ثقافيّاً. ووحدها الكنائس والجوامع سلمت من مسحها بأسمائهنّ، فحتى الأملاك العامة قد تمّ مسحها باسم زوجات رؤساء الأحزاب! 


المُبكي والموجع في هذه المهزلة بأن المناصرين هم بغالبيتهم طيّبون مؤمنون بديمومة الله وديمومة رؤساء الأحزاب. وهؤلاء، يستعملون ويستغلون هذه الطيبة والنقاء للشرائح الشعبية كمنصة لتفريغ ديمقراطية النظام اللبناني واستبدالها بالحزبية القبلية الطائفية التي نجحت بالفعل في تفكيك لبنان وبعثرة كل عناصره الجميلة الساحرة.


وأسألكم يا أهلي الطيبين: هل نجحتم في خلق ما صبوتم إليه يوم انتسبتم لحزبكم؟ وهل وفى حزبكم بما وعد به، يوم صوّتم لبرنامجه؟ وهل نجح أحد منكم في الوصول إلى سدة رئاسة حزبكم، الأمر الطبيعي في جوهر الفكر الحزبيّ؟! المشكلة يا إخوتي هي في طبيعة أنظمة الأحزاب اللبنانية؛ فهناك خط إنتاج موحّد، لنموذج واحد وحيد للمنتسبين والمنتسبات، وأية محاولة حقيقية للتعبير عن فكرة مغايرة، تختلف عن فكرة الحزب، كافية لاستبعاد هذا الفرد من الحزب. وما نشهده اليوم من فراغ رئاسي هو نتيجة حتمية وممنهجة لأفعال رؤساء الأحزاب. إما أنا أو لا أحد، حتى أصبح لبنان وطن لا أحد.

ربيعة طوق