Monday, February 29, 2016

ألعنك



وحده الحب يجرّدنا من رداء الحكمة، الذي تطلّب من عمرنا عمراً بحاله. وما أقصره ثوب قماش العمر!! 

وحده الحب يعرّينا من أعوام المعرفة، التي ما نضجت فينا ثمارها، إلا لتكشف لنا عمّا ليس فينا وليس لنا. وما أروعه عُرْيُ معرفتنا!!

وحده الحبّ ينفرد فينا ويفرد كفّ من نعشق في سهول القلب.. وننسى..

ننسى ذاكرة عمرنا وذاكرة جسدنا كالأطفال في حضرة اللعب!.. لا نتوقع شيئاً ممّن نحبّ، سوى أن نكون في حضرتهم، لتكتمل دورة القلب الشمسية فوق عشب الروح.. لا نريد شيئاً مع دورة كوكب الحب، سوى التواجد في مدار ناظر الحبيب، الذي نَنْبُتُ على مجرى رمشه، بَدراً لا يشبه القمر إلا باكتماله.. 

وكالأطفال، نروح نسكب روحنا في إناء الحضور المقدّس الخفقان، ونتعرّى من صرح كل التوقعات..

وننسى..
ننسى أن للحبيب حبّ آخر.. وَجهٌ آخر.. وَوِجهةٌ أخرى..

وكالأطفال، لا نعرف أن الحبّ لعنةُ الكبارْ،
وأن الكبارَ لعنةُ الأقدارْ..

ننسى العمر وينسانا القلب في خَفْقَةِ انكسارْ.
وننسى أنفاسنا في صفعةِ احتضارْ..