Monday, April 7, 2014

صحتين

فيلم الوطن
بطولة: الصحافيّ
كومبارس: الشعب اللبناني
يُستثنى من هذه المقالة كلّ صحافيّ شريف على امتدااااااااااااااااد كِبَرِ هذا الوطن الصغير. 

تَفضّل حبيبي العشاء جاهز.
عشاؤنا المعلوك في فم مذيعة نشرة الأخبار المسائية لهذه الأمسية.
عشاؤنا الذي تمّ طبخه في طنجرة الصحافيّ الشّره.
أجل. هذا هو. الصحافيّ صاحب القلب المستعار. 
هذا نفسه الذي لحس جيب سيّد المتن الأوّل، ثم ملأ فمه مياهاً وبخّ سمّه فوق حذاء سيّاسيِّ المنزل، حيث شرعا سويّاً في كيّ جلد المواطنين من التابعية المناهضة لسياسة تيّارهم الآسن بجثث العابرين سهواً في حاضر الحضارة الفنيقيّة

وبعدما تجشّأ، عرّج ناح منزل السياسيّ الثاني، الساكن على رابية المتن الثاني، حيث تنبعث رائحة الطبق الآخر من العملات الخارجية_ ليست بعملاتٍ صعبة المنال لمن يمتهن التزلّف وبيع الضمير_. ملأ شدقيه سمّاً، ثم راح يبخّ لسان الإخباريات والإستقصائيات. ومع فنجان القهوة، تشارك وصاحب المنزل بكيّ جلد المواطنين الموالين للتيار المناهض إلى أن ملأ جيبه الأيمن وترك فسحةً في جيبه الأيسر للمهضّم الذي سيتناوله في الغرفة المغلقة لمنزل المتن الثالث، حيث سَيَرعى مخاض مسودّة وطنٍ مفصّل على قياس بخّاخ فمه وجيوب السياسيين أصحاب الغرف العازلة لأصوات الشعب. السياسيون أصحاب الأشداق التي شربت، ولا تزال، دماء المواطنين، وبكلّ وقاحة ودماثة وانحطاط، تضع ترشيحها اليوم لمناصب أعلى، بعد أن "عربشوا" على معادن الفوّهات الزاخرة بالبارود والقتل. امتلأت أرصدتهم وجواريرهم بصكوك الممتلكات طوال سنين الحرب ولا تزال _ ولا تزال حربٌ!! _ بينما امتلأت المقابر جثثاً ودموعا.

ومن المتن الرابع، إلى الرابية السابعة.... وصولاً حتى الولايات المتكاتفة وأنابيب المياه السوداء التي تضخّ في البراميل التي يتراقص سعرها يومياً مع تراقص كرامة الإنسان التي تبخس يوماً بعد يوم باسم شعارات رنانة يحملها أصحاب السيادة.

العفو منكم يا أصحاب القضية. تائهون نحن فكلّ واحد منكم لديه قضيّة!!
أيّة قضيّة نرفع رايتها؟؟ كلٌّ منكم يا سادة يمتلك قضية مختلفة، مصفّقين مختلفين وحاشية مختلفة. تجمعهم قضية واحدة: مصّ دم الشعب و"حرق دينو بإسم الدين". فهنا على مساحة هذا الوطن، تتفاعل الحيتان الكبرى (المجلس الوزاري)، الديدان الصغرى (المجلس النيابي) والحيطان المصنوعة من حاشية كلّ حوت وكلّ دودة على حدة!!! وكلّ دودة لها دينها الخاصّ وطقوسها الخاصة مع الصحافيّ المبجّل والشعب المهَشَّل..

ويكمل الصحافيّ المحترم جولته على دكاكين علي بابا، مغارةً تلو الأخرى، إلى أن تكتمل مسرحية نشرة الأخبار المسائية.... وهناك في أرجاء هذا الوطن الصغير أكثر من أربعين حرامي وأكثر بكثير من أربعين صحافيّ.... هذا الصحافيّ استنسخ نفسه في غالبيّة وسائل الإعلام والإعلان في هذا البلد الشعلان.

وينسى الجسم الصحافيّ ودماغه فواتير الهاتف، التي كان يجب أن يتمّ تخفيضها لجهة تسعيرة شركات الهاتف النقّال التي تعود بثروتها لأفراد من الجسم الحاكم، لا أن يتمّ تخفيض ريع الهاتف اللبنانيّ الثابت، الذي تعود أمواله بفائدتها على خزينة الدولة والمواطن... 

وينسى الدماغ الصحافيّ قضيّة زوجات النوّاب الأولياء والأموال الطائلة التي تُصرف على جمعيّاتهم الوهميّة.... ثمّ ينسى هذا الجسم والدماغ معاً قضية وطن اسمه لبنان، لا كهرباء فيه لأنّ هناك من لديه مولّداتٍ كهربائية خاصة ويقوم بفرز معاشاتٍ خاصة للسياسيين الذين يعرقلون تيار كهرباء لبنان. وتنسى الجيوب الصحافيّة بأن هذا الوطن لا مياه صالحة للشرب في مطابخه، وبأنّ اللبنانيّ يستحمّ بمياه معلّبة في خزّانات نقّالة (سيتيرن يا سيتير). هذا باب رزق. ولوّ؟؟ كيف ومن يدّعي أنه ليس هناك من أبواب عمل خلّاقة لأبناء هذا البلد الكبير؟ أمّا باب الرّزق المتأتي عن عدم تسجيل أعداد النازحين السوريين؛ فهذا باب عليٌّ، عظيمٌ، عامرٌ بالخيرات لمن يقبض ثمن التغاضي والسماح وبالويلات لمن يفتح باب هذا الموضوع من أساسه.... إحم وألله يسترررررررر...... "يلّي بيجيب سيرة الإخوان السوريين بيصير من أخوات كان" ونقطة عالسطر

أنهيتَ عشاءك حبيبي؟

وتسألون من يأتي الرزق؟؟ 
الأمر سهل.
امتهن الصحافة في لبنان.

صحتين.