Thursday, March 12, 2020

سلطانة الحياة ونعمة الشفاء


السلام عليك يا سلطانة الأرض والسماء 
يا مليكة العفّة المكلّلة بالطهر والنقاء
كوني لي عوناً من لدن الآب وسيّد الأجواء
كي أمشي نحو مصيري فلا يصيبني الفناء
يا سيّدة النِّعم وتاج القديسين والأنبياء
يا أمي الأرضية والسماوية ونعمة الرجاء 
أطلبي لي من ابنك سيّد الأكوان وكلّ الأرجاء
غفران خطاياي ومحو ذنوبي وكلّ مَن أساء
أنا يا أمي في أرض الضعفاء 
ساعديني كي أعبر هذا المساء
إلى حضنك، إلى لؤلؤ الحب الفائض الضياء
إلى حيث لا مرض ولا داء
خذيني إلى أرض الشفاء
أنت البلسم وأنت الدواء
ها أعلنك الشافية لكلّ بلاء
واليوم بالذات لهذا الوباء 
أنت الحامية مهما حمل الهواء
مُعينة الباحثين والممرضين والأطباء
إشفينا من الرذيلة وجميع الأهواء
واجعلينا كالأطفال محبّين أنقياء
كلّي ثقة بأنك يا أمي ستلبّي لي النداء

Sunday, March 8, 2020

في الأنوثة تذكيرٌ مفقودٌ في الذكورة


في يومي العالميّ، سأنزل عن عرشي الألوهيّ، لأقول لك ما لم أبح به قبل اليوم.

أحب توازني المتأرجح بين الحكمة والجنون، ففي محاولة الحفاظ على عقلي تتربّع حقيقتي المقدّسة

حكمة قلبي اليوم تكمن في عقلانيّتي كما أنا! وفي هذا الصرح الفخم الذي هو ذكائي، سأُخفض صوت الأحمق من أوامرالقلب، وأشرّع النوافذ لروحي التي أتعبها غباؤك.

من الآن فصاعداً، سأحمل فقط ما يتّسع في جناح قلبي، فقد اشتقت للتحليق ولم أعد أستطيع حمل ما يُثقلني! ويُثقلني اليوم حصارك لي في ماضيك المعشّش في نسائك الأخريات، أيام كُنتَ تظنّ بأنّ العالم بأكمله، ليسَ سوى وعاءً لمغامراتك الجسديّة القصيرة.... ما عدتُ أريد إيقاظك من أناكَ الممدّدة في الأنانيّة؛ لقد علمتُ بأنه يستحيل إيقاظ من هو غافل عن حقيقته!

لقد تنازلتُ في الماضي عن ألوهتي طوعاً، لأني أحببتك يا أيها الرجل الأرضيّ، المنغمس في كوكب الأجساد والعطور والصور والألوان، تجذبك الذبذبات الأنثويّة وتسحرك كلّ النساء! لا أدري ولم أعد أريد أن أدري ما إذا كُنتَ غافلاً أو إذا أنت تتغافل عمداً عن مقياس الولاء الأول والأخير، والأوحد والوحيد، ألا وهو الولاء للذات أولاً. وطالما أنك لا تملك ولاءً لذوقٍ خاص ومواصفات محدّدة، فكيف إذاً أطالبك بالولاء لي!؟ حاولتُ كثيراً أن أتغافل عن هفواتك، ظنّاً مني بأنك طفل كبير، إلى أن أجهضتَ نفسك قسراً من رحم أناتي، يوم خُنتَ قلبك وفشلتَ في ثباتك على لقائي دون برقع كذبك المستمرّ المستعرّ والمستغرَب. حسبتُ بأنّ لقاءنا في بقعةٍ ضوئية عاشقة ستجمعنا وتصهرنا معاً بالرغم من كل الإختلافات التي ظننتُها الأربطة التي ستشدّد وحدة ارتباطنا وتعزّزه، ففوجئت بهشاشة وعودك تحطّمت ساخرةً منك وبك، فحرّرتني من وعدك وحرّرتني من انتظاري.

فكّكتُ وسع ألوهتي لأنسكبَ لكَ أماً وأختاً وصديقةً وزوجةً وابنتاً، ولا تزال أنت مزروعاً في قالب اللاعب الماجن الذي لا يريد إنبات جذورٍ للذكريات، ولا يتطاول إلى فسيح السماوات ليكتشف روعة الأنوثة ووسع الألوهة وجمالها!

وسّعتُ باحات قلبي، وأضفتُ مزيداً من الحب وضاعفتُ حناني ظنّاً مني بأنك بحاجة إلى جرعات حبّ أكبر وأعمق، فتجاوزتُ طاقتي بأكملها، ومنحتُك نفسي بكامل أناقتها وقدسيّتها، لكنّك منيعٌ كما لو أنك مصنوع من درعٍ لا يمكن اختراقه مهما علا شأن هذا الحب، وبأنك، لن تتغيّر مهما أشعلتُ لك حطب قلبي وغاباته اللامتناهية؛ فأنت لا تتكلم لغة الحب! أنا عجينٌ من قداسةٍ ومهابة وأنتَ مصنوعٌ من مجونٍ وفجور.

في يومي العالمي، سأستأنف باقة أيامي، وأستجمع شموخ بخّوري وعطري. سأطوي أدراج السلالم التي مددتُها لك من سقف سمائي والتي حان وقتُ كينونتها واستحقاق زُرقتها. كفاني تأرجُحاً، ففي أنوثتي تذكيرٌ استحال وجوده في قبيلةٍ من الذكورة!

إلى أن نلتقي متطابقين متناغمين؛ عِم غياباً، لأعمّ أنا نسيانا.....