Friday, September 28, 2012

ما لي ولك يا مرآة؟


ما لي ولك يا مرآة؟ أولا تعلمين أنّي لست بحاجتك لأدقّق في تفاصيل وجهي وانحناءات أنفاسي؟ أنا امرأةٌ من عجينٍ سماويّ ولي مرآة بنبضٍ ألوهيّ.. مرآتي هي مرأى حبيبي، حيث تحدّد لي نظراته مقدار الضوء المسكوب على ثنايا وجهي وتنير لي ملامحي. ها أنا أرى تعرّجات خارطة جبيني حيث يرسم، بنظراته، مسار النجوم المتناثرة عليه، تلك النجوم التي تفلت سهواً من قبلةٍ طبعتها شفتاه على قمّة هذا الجبين، فتسامى، كمثل البريق الذي ينسكب سخيّاً من عينيه، كلّما وقفت قبالته لأتمرّى...

عيناه مرآتي التي أرتّب فيها انعكاسات أحلامي المتجسّدة. المرآة التي تصمّم مَدار ابتساماتي الفسيحة، تفرشها بالقصور والحدائق المبحرة بالأخضر، ثمّ تتحوّل إلى ضحكات تعزف على أوتار كمنجات روحي المعلّقة في خمر الصمت، في كأسي، يقترب من حافّة كأسه، نشرب نخب المرآة الكبرى التي تجسّد فيها، فجسّد هوية أنوثتي...

ما لي ولك يا كحل؟ ما لي ولك يا أحمر الشّفاه؟ زينةُ وجهي زينةٌ من نوع آخر.. ألوان تبرّجي تحدّدها ريشة ذراعيه التي تبحر في إيقاع خطواتي وترسم دائرة خصري في دائرة بؤبؤ عينيه...