Wednesday, September 13, 2017

هبني حقيقةً تُريني حقيقتك يا أبي السماوي



هبني حقيقةً تُريني حقيقتك يا أبي السماوي.

إلى من ينتظر مجيء الرب الثاني أقول: الرب أتى ولا يزال ها هنا حاضراً في كلّ زمانٍ ومكان. افتح قلبك ترى حضوره فيك وفِي كلّ ما ومن معك وحولك. وإذا لم تره الآن بالذات، فأنت بالأصل لم تتيقّن من مجيئه الأوّل، وعبثاً تنتظر مجيئه الثاني....

ولا يزال يجيء مع المسنّين المتروكين لأعمارهم الضائعة في دور العجزة ، التي يسكنها كلُّ شَيْءٍ ما عدا الرحمة...
ولا يزال يجيء عند كلّ فجرٍ يستيقظ فيه أبٌ ليتوجّه إلى مكان عمله مجبولاً بحبّ زوجته وأطفاله ويعود مساءً لتسأله عائلته عند عودته عن كلّ شيء إلا عن كيف أو كم كان نهاره مرهقاً ....
ولا يزال يجيء في كلّ هنيهةٍ يساؤل طفلٌ ما عن أمرٍ عاديٍّ بدهشة غير عاديّة، ولكنّنا نُجيبه مجرّدين من دهشة الحياة...
ولا يزال يجيء في كلّ مرةٍ نمرّ بالبواب دون أن نُحيّيه بحب واحترام وامتنان، فيبتسم لمرورنا مجدّداً في المرة التالية متناسياً بأننا مررنا عليه بثقلنا وعجرفتنا وبأننا سحقنا فيه المروءة....

ولا يزال يجيء في كلّ التفاصيل الصغيرة.... ومع ذلك لا نبحث عنه إلا في معجزات كبيرة لا ولن تحصل. فإنّ من لا يرى في كلّ هنيهةٍ معجزة الألوهة في أدنى التفاصيل وأوجعها؛ فلن يراها أو يتلمّسها في أندر التجليات وأصفاها......