Wednesday, March 21, 2018

إليكنَّ

إلى الأمهات اللواتي تمنّين أن يحملن..
أن يتحسّسن أحشاءهن خلال الحمل..
أن يتلهّفن لحظة الولادة إلى ضمّ الوليد..
أن يختصرن حياتهنّ بتلك المسافة الممتدّة من أذرعنّ إلى راحتيّ الطبيب الذي يحمل الطفل لحظة خروجه إلى العالم؛
إليكنّ يا من تحملن عظمة الأمومة بين ضلوعكنّ بالرغم من حرمان الطبيعة لَكُنَّ من هذا الحقّ، ألف تحيّة!

وإلى الأمهات اللواتي بترت الغربة أمومتهنّ بابنٍ وبابنة لا تتزيّن عيونهنّ بثروة مرآهم..
اللواتي تتلوّين وجعاً لبُعد أطفالهنّ عنهنّ إلى أوطانٍ أخرى هجينة بعد أن لفظهم لبنان خارج حضنه وحضنهنّ، وترك للدموع السوداء أن تستبيح الإشتياق..
إلى الأمهات المبتورات الفرح لاحتمالهنَّ عذاب الحرمان من فلذات أكبادهنّ..
اللواتي تعلّلن النفس بعودة مغتربيهنّ حالما تصطلح حال الوطن، فتتغرّبن عن أنفسهنّ تقهقراً وانكسار؛
إليكنّ يا من تتحمّلنَ مرارة الحرمان وتكابرنَ على غربةٍ في عقر الدار، ألف تحيّة!