Saturday, May 5, 2012

سأسمّيك مخطوطة وليس مدوّنة


مدوّنة. يا للإسم الغريب!

قل "مدوّنة" أمام طفل عربيّ بعمر الخامسة أو السادسة أو حتى بعمر الثلاثين، فلن يفهم الكلمة. أوليس من الأسهل أن نطلق عليها اسم رُكن أو صفحة؟ مدوّنة هي كلمة مشتقّة من دَوّن، أي كتب أو خطّ، إلّا أنها لا تعكس المعنى التكنولوجيّ لما تحمله الكلمة الإنجليزية blog، ولا هي تعبّر عن مضمون تلك المشاركات التي يضيفها الناشرون عبر صفحاتهم، أظنّ بأنه من الأنسب أن ندعوها مخطوطة. أعلم بأنّ "مخطوطة" تعني manuscript، إلّا أنّ المخطوطات بمعناها التقليدي والتاريخي، لم يعد لها من وجود في زمننا الحاضر، إلّا أن توصيف المخطوطات ينطبق على ما نبثّه عبر الإنترنيت، كلٌّ حسب "مدوّنته" أو على الأصحّ، حسب مخطوطته. أجل سأطلق على ركني هذا "مخطوطة ربيعة طوق".

إنها لغتنا العربية العزيزة، التي لا تتطوّر لتطال مفردات التكنولوجيا التي نعيشها اليوم خصوصاً عبر الإنترنيت ووسائل التواصل المتعدّدة. أوليس من الأسهل أن تحمل كلّ كلمة معناها الخاص، عبر تركيب الأحرف معاً، بطريقة يفهم السامع أو القاريء معنى الكلمة؟ تماماً مثل الموسيقى، فهي لا تحتاج إلى ترجمة لتُفهم. يصل معناها إلى الجميع دون استثناء، كباراً وصغاراً، متعلّمين كنّا أم مثقّفين.

بم تختلف مخطوطاتنا التي نخطّها على الويب عن المخطوطات التاريخيّة التي تُحفظ اليوم في المتاحف والمعارض المهمّة؟ لا شيء بتاتاً سوى المحتوى الذي يمكن لتلك المخطّطات أن تحمله من أهميّة ومن جماليات الفكر الإنسانيّ الذي يمكن أن تتضمّنه.

عساك يا مخطوطتي العزيزة تحملين تقاسيم الدم في عروقي وأوتار الغياب والحضور في فكري.