Thursday, September 7, 2017

لا ! لا ترقدوا بسلام!


لا ترقدوا بسلام! 

لا ترقدوا أيها الشهداء، بل ولوِلوا على أرواحكم المغدورة على يدنا، قبل أن تغدرها حوافر داعش....
لا ترقدوا أيها الملائكة، بل أطلقوا صراخكم عويلاً يزعزعُ فينا الخنوع لما ارتضينا به لكم من مصيرٍ يوجع رقاد الموتى والأحياء...
لا ترقدوا يا عناصر جيش السماء، بل اكسروا السّلام لأن استسلامنا أمام بشاعة قدركم ليس بالأمر الذي يُرتضى به لو كنّا لا نزال على قيد إنسانيّتنا.
لا ترقدوا بسلام أيها الأبرار، فكلّنا في هذا الوطن شياطين ستمشي في جنازتكم ثمّ ستبايع دمكم في الصفقات الوطنية التالية... وهي لكثيرة.....
لا ترقدوا بسلام أيها الجبابرة، فنحن صعاليك صغيرة لا تعرف معنى الحياة في وطنٍ لم نتّفق بعد فيه، لأنّ ما يدخل في صلب منظوماتنا الوطنيّة هي طقوسنا الطائفيّة التابعة للخارج والمرتهنة لحجم المؤخرة الطائفية الوطنية التي ستجلس عليها....
لا ترقدوا بسلام يا إخوتي فالوطن الذي استشهدتم ليحيا قد مات بموتكم لأنكم كنتم آخر رصاصة شهامة.....
لا ترقدوا بل حاولوا أن تغفروا لنا غفلةً أودت بحياتكم الغالية ولم تستحقّها حياتنا الرّخيصة في وطنٍ بات قاذورة نفايات بكلّ المعاني.....
أوستسامحون استسهالنا لكيّفيّة التعاطي معكم كحماة للحمنا ودمنا الذي دفعتم ثمنه لحمكم ودمكم؟!؟ أوستسامحون استسلامنا لكلّ الأحوال التي ندَّعي بأنها ظروفٌ قصريّة تبرّر تغاضينا عنكم منذ لحظة أسرِكُم؟!
أوستسامحوني لأني لم أجنّد كلّ المدنيين اللبنانيين للزحف على رُكَبنا لفكّ أسركم؟!؟
أوستسامحوني لأني مثلكم اتّكلت على مَن باعكم مُسبقاً بحقيبة من المال وعشرات الصناديق من الذخائر الشيطانيّة، ظنّاً مني بأنهم يفاوضون على حياتكم وحريتكم؟!؟
أوستسامحوني لأنّي كمثل وسائل الإعلام اللبنانية، أوغَلتُ في استغلال أخباركم وأخبار ذويكم بما يخدم التسابق الصحافيّ بين الجرائد والتلفزيونات، ثمّ طمستُ قضيّتكم بعد أن خفّ منسوب الـrating فانتقلنا إلى أخبار جديدة؟!؟
أوستسامحوني لأني لم أحفر بأسناني وأظافري طريقاً إليكم بينما لم تزلوا على قيد الحياة؟!؟
أوستسامحوني لأني اليوم إذ أبكيكم فأنا أبكي كرامتي الوطنية التي لم أرسِّم بعدُ حدودها لأنّ حدود صِغَرِ هذا الوطن باتت أصغر من روزنامات السياسيين وجداول صفقاتهم المكتظّ بأنفاسكم؟!؟ 
أوستسامحوني لأنَّ لبنان الوطن هو في الحقيقة خيمة منسوجة من الخيبات التي لا تعني بجرحها سوى أصحاب الجرح والكرامات، في زمنٍ كلُّ قادتنا بلا كرامة ويُمعنون غرس السكين في جراحاتنا!
أوستسامحوني لأني أنا كلبنانية على قيد الموت ووحدكم أنتم أحياء على قيد الله؟!؟

لا ترقدوا بسلام يا إخوتي فالوطن الذي استشهدتم ليحيا قد مات بموتكم، لأنكم كنتم آخر رصاصة شهامة في وطننا الصغير لبنان، وفي وطننا الكبير "الإنسانيّة".....