Tuesday, April 15, 2014

عناق الحنين


ماذا أفعل بها؛
الفساتين التي تتهيّأ
لانعتاق القماش من خيوط الجسد،
تُحرّر خلاياه وتُضاعف الخفقات
ناحك يا غريبيَ البعيد؟

أيا فساتيناً مسافرةً في وَعْدِ نَفْسِها بأنفاسك،
بلمساتك، تنزف اشتياقها
في حنايا الأزرار وتعرّجات الدانتيل،
حيث للجسد تنبت العناقيد
كزهر رمّانٍ نضج على حبال الحنين،
متحوِّلاً إلى دائرةٍ متكاملة من الحبيبات
المنتظرة موسم أناملك تقطفها،
الحبّة تلو الأخرى..
تنتشلها من أحمر الإنتظار الحامض الطعم،
إلى حلاوة مذاق قبلاتك
تتقطّر،
خمرةً تُراقص أخيلةً من سحرٍ
ومن لستُ أدري!!

ماذا أفعل بها كلّ تلك الفساتين تسائلني عنك؟؟
وأسائلُها بدوري عمّا أوحى لها بك؟
فَتَشي بي،
بأني أنا من أوحيت لها بك!!

ونروح أنا وفساتيني المعلّقة على وهاد النبض،
نتراشق كمّ الشوق
بأسئلةٍ ماطرة عن وجهك،
عن مواعيد شروقه،
عن تواقيت التهليل له،
وعن كميّات البخور المحبّبة إليه متى حضر..

متى حضر!؟!
وهل فعلاً حضر؟!؟

من منّا المذنب بوعد حضورك:
أنا، أم فساتيني؟؟

هي المذنبة.
هي. فساتيني المذنبة.
هي من وعدت نفسها بك.
أنا لم أبح بك.
هي رأتك في شوقي النازف إليك،
فشدّتني من أهداب قلبي
وضفائر شراييني لاقتنائها لك.
لك وحدك.

أاودعها خزائن الإنتظار
أم أجعلها ودائع للنسيان؟؟

بل أجب
ماذا أفعل بعنقي الذي يتطاول
نحو بعيدك،
يأبى الدخول في ثيابٍ
لن تطلّ على وجهك،
لن تزقزق داخلها أسرابك
ولن تتخايل في طريق العودة
برائحة عطر روحك التي وجدت
أبجديتها في نسيج رداء قلبي،
الذي غافلاً كان
عن أحلام الفساتين
تُمعن في احتراف مساماتٍ جديدة
لخيوط شمسك في أنسجة جسدي...

ظننتُ أنّ غاية الفساتين أن تحويني؛
بيد أنها في غيابك أيّها الغريب الحاضر،
كلّ الفساتين، فساتيني، تعرّيني....