Thursday, February 27, 2014

عشقٌ ممنوعٌ من التكرارْ


فلتمطري ما استطعتِ!
ولتسكبي ما شئتِ
من المياه الغيّاثة!
ولتعذريني،
فلن تتماثلي لمطره،
ولن تقتربي من غيثه
وما أغدقه فوق وجهي من أمطارْ..

بِجودٍ فائق الألوهة
فوق نُسغي،
أَنزلَ حقائب ورده
على ضفاف مساماتي،
وراح يدور بي كما يدور الإعصارْ..

ها مطره ما زال في الذكرى
يروي أرض أنوثتي،
يخضوضر بي
ويشي بحضوره المتنامي في غيابه
تماماً، كمثل ما تَشي الشّعلةُ بالنارْ..

ها رغبتي ترتوي من رذاذ أمطاره،
حيث فاضت بنا المعاني
بين عزف مطره،
ونزف الوجد من أصابعه التي اقتبست
من اللعب لحناً،
واحتضنتْ حباً في غياب نفسه أوجده حنينٌ ممازحٌ
على وجنة غريبٍ،
تطاول كفّه إلى قمقم سمائي
في وَضْحِ النهارْ..

ها أنت!
هنا!
تعال.
لا تحارْ.

أدري
بأنك تدري:
أن شفتيّ التي منها فاض لك نبعُ وطنٍ،
علّقتَه فوق مشنقة استيطانك
وغربة حنينك؛
لذا،
يكفيني همس الصمت
يتسرّب من رجولتك
ويبوح لي بما تضمره من استنكارْ..

أعلم: إرادتك أن تبقى،
أن تنبت على مجرى كتفي،
أن تعشّش بين أصابعي
وترتوي من فيض الزقزقات المتزاحمة
في محيط خصري،
حيث أشرق وجدك كالمَرايا
وعانقتَ روحي
التي بحضورك تعرَّت من ماضيها
من مستقبلها
وغرِقَتْ عَمداً في غِمد حضورك
كالسيف في اللحم وما يتلوه من انصهارْ..

يا حضورك الغائب
عن روحٍ تستّرت وراء خافقٍ
أراد الرحيل قبل أن يأتي،
حاجباً عصافير الحنين عن التحليق
متناسياً،
أنها تحت جلدي
وضَعَتْ مناقير صغارها؛
فما همّني كلّ انتظارْ!..

ها أنا
أنفرد بين خلاياك
إكليل غارْ..
وأتفرّد
في خفاياكَ
أجمل انتصار..

وفي ختام البوح هذا،
ما زال يلزمني إمضاؤك
لاختتام نسياننا في تذكارْ
فبُح به!
بُح بالأحرف الخفيّةْ
فللمعنى لا بدّ من بقيّةْ!
ا س م كَ بُح به:
لا هو للرجولة انكسارْ
ولا للحلم انتحارْ..

طوق الذهول الذي باحت به روحك
بغفلةٍ منك
في صراخٍ صامتٍ:
أَسَرَّ بغيمك، وبلعنة خوفك من الإبحارْ
...
حريٌّ كان بك احتسابُ كلفة الأخطارْ؛
فأنا قرأتُك جملةً، تفصيلاً واختصارْ
قبل زمن اللقاء
ولك في روحي كلّ اقتدارْ
وإلّا، ما كان لك عندي قرارْ؛
لا أنا أخاف الأَسفارْ
ولا من الإِسفارْ:
وهل تخشى الأنثى من رَجُلِها،
أم تُعلن له عن ضوئها
ويُعليها بدوره النبأ السّارّْ؟!