Wednesday, November 13, 2019

نبكيك علاء أبو فخر يا علاء لبنان وفخرنا


علاء أبو فخر! كلّ شيء باسمك يشي ببطولتك، بوطنيّتك وباستعلائك على موتك!
علاء أبو فخر، افتح عينيك الجميلتين قليلاً لترى كيف يبكيك الرؤساء الثلاثة 
ويعتذرون منك! 
افتحهما لترى تأثرهم وندمهم واعتذاراتهم!

علاء يا فخر الوطن!
لا تصدّق بأنّه لم يرفّ لهم جفن على مرأى إردائك صريعاً أمام رفيقة دربك وأمام 
طفلك الصغير! 
لا فقد اعتذروا وها هم يبكون أفئدتهم لوعةً على خسارتك!
علاء يا فخر الوطن الذي يقتل أبناءه فقط لأنهم تكلّموا في زمن الخنوع الأخرس!
فخرُعلائك يا أبا الطفل الذي سيتطبّع بمشهد والده يسقط بركاناً من ألوهية اغتيلت 
أمام عينيه!

علاء يا فخري! لا تصدّق بأن المرجعيات الطائفية بأكملها لم تستنكر اغتيالك بهذا الكمّ من العُهر 
الذي غلّف جريمة اغتيالك ! 
لا لا تصدّق بأنهم لن يُسقطوا كلّ الطبقة الحاكمة التي فشلت في إبقائك راعياً 
لعائلتك، وابناً يفتخر الأرز بعلائه!
لا تصدّق بأنهم سينسونك غداً ويُكملون طراز حياتهم وطقوسهم اليومية الإعتيادية! 
لا تصدّق بأنّ موتك وموتنا رخيصٌ ككيس سكّر!

علاء يا أخي!
لا تصدّق ما يُشاع عن استهتارهم لا! 
ها هم يتسابقون للإعتذار عن موتك في الشارع الذي ما استطاعوا عبوره إلّا وهم 
محاطون برجالات عصاباتهم خوفاً من صوتك! 
أجل هو صوتك من زلزل قبورهم العفنة! هم الأموات وأنت الحيّ. 
هم الأموات وأنت الحيّ!

علاء يا حبيبي، نم مطمئنّاً فالوطن كلّ الوطن سقط حزناً على دمائك. 
تم يا علاء في العُلى فقد أصبح الوطن جميل اللون، أحمره أرجوان التاريخ الذي 
سيكتبك بالطهر!

نم فالرؤساء يلثمون جثمانك الطاهر الذي اختصر حكايا المجد بأكملها. أنظر كيف 
شيّعوا دماءك الطاهرة في قصورهم! 
ها برّي الذي لا يجوّي قد دشّن شوارع  العاصمة باسمك! 
ها سعدُ الأشواك قد تبنّى أطفالك وتعهّد بأبوّته لهم مدى الحياة! 
ها عون يُعينُ زوجتك الثكلى ويحتضنها بعد أن صعقها انهيارك أمامها! 
ها سيّدات الرؤساء تَنُحْنَ مع والدتك لأنهنّ كمثلها، بعثنَ بفلذات أكبادهنّ 
ليثوروا على الحرمان والفقر والذلّ!

نحن الأموات وأنت الحيّ!
سامحنا.