Tuesday, May 8, 2012

الحب قرار أم افتقار إليه؟


الحب قرار!
إذاً كيف أبرّر سكناك فيَّ، تلك التي تحرق صور جميع الرجال بلمح النار؟
"أحتاج إليك وأهرب منك وأرحل بعدك من نفسي"
لا. أحتاج الآن إلى نفْسي. إلى نفَسي لذا أعلم بأنّ عليّ أن أمحيك من أمسي.
البعد فرار أم هو القرب!
بُعدي عنك يبلسم أزهار حدائقي الأنثوية التي لم تعرف كيف تروي رونقها، لا ولم تترك فوق بتلاتها رحيقاً ليدلّ نحل دمي على خوابٍ، ظننتُ أنّك تعتّقها لتعطِّر دمي وتُعلي سقف سمائي إلى مقامٍ أبعد من الأزرق.
القرب فرار أم هو البعد!
قربي منك يسمّم كيانيَ الإنسانيّ ويطعنني في خاصرة روحي. يا رجل الغياب ويا رجل الحضور الذي لا يعرف لخُضرته طريقاً إلى غابة الوجود. قربي منك أوغل في شرود أنوثتي في يمِّ إبحارٍ لم أبغه، ولم أقرّر دفّة وجهته، إّلا أنني ظننتُ بأنه يودي إلى ينابيع الندى التي أوهمتني بأنها تفيض من جبينك، غير أنها ماجت وأطفأت شعلة قلبٍ شرّع لك أبواب الغد والأيام والأحلام، غير أنّك أوصدت شاطئك وأقفلت شباك القمر الذي أنار وجهك ثمّ دعاني على متنه إلى الترحال.
الحبّ قرار!
إذاً، كيف لزبد الوقت لم ينفض بعد رمال شاطئك عن أمواجي؟
ابتعدتُ وما ابتعدتَ. والأسوأ، أنّي يوم اقتربتُ منك لم تقترب أنت من نفسك! فوجدتُ نفسي على ناصية جسدكَ؛ جسداً لا يملك احتضان نفسه، وعلى محطّة الخيبة قطاراً صفّرفي بوق التيه، صفّارةَ تيهكَ إلى موعدٍ ثابت مع الرحيل، ألا وهو رحيلي عنك.
فبين البحر والشراع لا يوجد سوى مساحات الحلم التي علّقها البحّار على سارية مركبه، ثمّ على صفحات المياه سار.
هكذا، علّقت أنا على فضّة شعرك بريق عيوني، ثمّ أبحرتُ فوق صفحات مياهك، إلّا أنّ الفضاء بأكمله تقلّص، ثم طار.
الآن بالذات، سأُقلع عنك تماماً مثلما يُقلع المدخّن عن سجائر تبغه، ولسوف أتركك في طيّة هذه الصفحة، مخطوطةً لوجه النسيان.


عِمت نهاراً؛ ها أنا: أودعك ضوء النهار لألتحق بضوئي. النور الساطع يناديني لينير مجاهل الطرقات التي سمحتُ لك طوعاً أن تتنزّه على ضفافها في يومٍ من الأيام بضوء اختصر كلّ الأنوار.
أمّا الآن؛ فالزهو الأنثويّ يغريني بالإنضمام إلى مسام جسدي لكي ألتحم بنفسي وأكون  المنارةً التي تضيء بي أيام العمر والمسار.
النار نارك يا سيّدي الآن: فاحترق رويداً على وقع خطواتي تبتعد عنك وتحفر في الأرض نوراً ونار.


No comments: