بَوح

 هرمتُ فجأةً وكسرتني كلّ هزائم العمر يا أبي يومَ رحلتَ برفقة الطفلة التي كانت 

تسكنني، وحللتُ أنا مكانها برفقة موتك وجهاً لوجه! ومرعبٌ هذا اللقاء بين المرأة 

التي أنا عليها اليوم بمواجهة موتك. 

كيف تواجه امراةٌ مثلي موت أبيها؟ موتك صفعني وجعلني أنتبه إلى أني لم أعد 

تلك الطفلة التي تكافح بك كلّ معارك الحياة، منتصرةً هانئةً وآمنة. لا! 

موتك خسّرني دفاعاتي وهزم جبروت قوتي، أنا مَن كنتُ لا أتعب ولا يهزمني صعبٌ! 

موتك الرصاصة الأخيرة في مسدسي، وهي التي قتَلَتني.

أضعتُ يا أبي يُمْنَتي مِن يَساريْ

واحتارتْ بي الخطوات في مَساريْ

كَمْ يا أبي تَوَسَّلتُ ربَّ الأعمارِ

ليمنحكَ ما لديه من الأقدارِ

وطالت بنا سبحةُ الإنتظارِ

بين رفوف الصلوات ليل نهارِ

كنتُ معك أحضّر على العمر انتصاري 

على رحلات الوقوع ثم الوقوف دون انكسارِ

لكنّه اختاركَ لصلبانٍ وفي قلبي أضرم ناري

احترقت بنا وانتهينا رماداً في الدارِ

وحده شجر عينيكَ يبقى دائم الإخضرارِ

وأنا هرمتُ فجأةً وابتلعني العمر كالإعصارِ

ربيعة طوق