Saturday, June 2, 2012

إلى الآتي الذي لن يأتي


مساء الخير صباح الخير. من أين يأتي الخير في زمنٍ لا لون فيه غيرُ الغيرْ؟
صباح الخير مساء الخير. من أين يأتي الخير في جسدٍ لا جسد فيه ذاهبٌ إلى الغد، وما من خطىً تسايره على فعل السَّيْرْ؟
طلع الصباح. من أين يُشرق الصباح في عيونٍ واهية، لا تعرف أنّ الرّوح هي الآمرة الناهية في قلبٍ عتمتُه له بالمرصاد عند الناصيةْ؟
مشى النهار. من أين تتدلّى الشمس، وقد أقفلت السماء بابها، وأوصدت مجيئها في وجه الإنتظار، ثمّ ألقت بالمفتاح في النسيان والذاكرةُ نار؟
سار الوقت في الدار. من أين ينسدل الستار على الخوفِ، والخوفُ معشِّشٌ في غرفة الجلوس وفستان الكنيسة وقميص النوم، والحلمُ حلماً خاف بدوره وطار؟
وقف النّهار على الشرفات. من أين يدور الدار، وعقارب ساعاته متوقّفة في طقس الإفتقار، إلى ساعةٍ في المعصم لا تفلح في الإرتفاع من معصمها إلى مسامع الهمسات؟
تربّص الليل. من أين يطلع الصوتُ، والصمتُ جَلوسٌ في حضرةِ الأجساد الحاضرة من سَفَرها في ممرّات بيتٍ، لم يعد يعرف طقوس تجاعيده دون صهيل الطفولة وأوجاع غرف الدّار وحنين الخَيْلْ؟
مساء الخير صباح الخير. يُنهي الليل دورته في عقرب الصباح. أنهى ونهى الصباح عن ارتقاء المساء.
صباح الخير مساء الخير. يُنهي الصباح عقربه في دورة الليل. أنهى ونهى المساء عن ارتقاب الصباح.

No comments: