Thursday, May 31, 2012

أعدّي الصباح للقهوة


شهرزاد أفيقي من نومك! أفيقي واستفيقي، فما شهريار إلّا ذاتك الخاوية من نبضِ الحياة التي تُعليكِ نًسغاً للجذور، للبدايات ولكلّ النهايات؛ مهما اختلفت تقاطعات متاهاتها...

شهرزاد قومي!
شهرزاد عومي وامشِ على مياه البشر الذي يزيّن الإنسان فيكِ، فشهريارُ ملكٌ صُوَرِيٌّ يقتعد عرشاً لا يرويكِ.. لا، ولا يستهوي النبض الذي يعتريكِ. أنتِ الأبقى، فأعيدي إلى نفسكِ الحياةَ التي من شأنها أن تُحيي اللون واللحنَ الذي يُبقيكِ أرجوحةً للحلم، وأعيدي لروحكِ الصّمت المباح؛ فما الكلام سوى لغةَ المستباح والنواح...

شهرزاد صوني ما ببالكِ من صورٍ تتشكّل عطراً للألوان التي ما خُلقت إلّا لتُزيّن العمر الذي يعتلي جبينكِ العالي؛ أعلى من قمم الجبال حيث النسور تتخّذ لنفسها نفَساً، بيتاً، فضاءً وعشّاً حميميّ الفراخ...

شهرزاد! يا شهرزاد أفيقي ودعي النوم للنوم؛ فللصحوِ مقامٌ آخر يشبه ما فيكِ من علياءَ يوفيكِ حقّ الإنسان، الذي يشغل تفاصيل الجسد، الذي فيكِ ينغّم لحن الوجود المولود من رحمِ  خيالٍ لك وحدكِ يولد وينوجدُ.

شهرزادُ! كفّي عن إحياء ذكرى الطوفان ، فما عاد للدمع من موعدٍ بين ثنايا روزنامة الأنوثة التي ترتسم من خطوِكِ. شهريار؟ ما شهريارُ إلّا تجسّدٌ للخوف الذي يعتريكِ؛ فاخلعي ثوب المُستراح الذي لا يليق بألوهتك العامرةِ عُمراً، سنبلةً، شمساً وأمواجاً لا تأبى تكرار وجهها فوق عطش الرمال، فالعطش أبهى طقوس الحياء والحياة.

شهرزاد! أعدّي عدّة العمر وحضّري الصباح للقهوة، ها العمر يرتشفكِ الآن فاستعيدي أوراق العمر الثبوتيّة التي في بالك، ها الآن آنٌ يتسجّل في دفتر مواعيدكِ، فخطّي في سجلِّك ما يستحقُّ أن يتسجّلَ وتذكّري: أنتِ للحلم المفتاح. 

No comments: