Tuesday, May 22, 2012

مكوّنات الأحلام


أشعرتَ يوماً أنّك تودّ لو تنام، لو تغوص في النوم لساعاتٍ مديدة تفوق طاقة جسدك وفكركَ وتركيباتك السيكولوجية على النوم؟ أن تنام ببساطة. أن تغفو في النوم وتنام في الغفوة، على ألّا تصحو إلّا بعد أيامٍ ربما، أو أسابيع أو أشهر أو سنوات أو ربما وعلى الأرجح أبداً...

إنها حاجةٌ للخدر؛ حاجةٌ لا للهروب، إنما لاستقطاع وقتٍ من حياتك يتسنّى لك خلاله إيقاف عقارب الوقت والأوجاع، كي تتمكّن من استيعاب كمّ الأحداث التي تعيشها، والتي تفوق بكثرتها حيواتِ أشخاصٍ كُثُر. إنها حاجة في أن تقرّر أثناء ساعات القلق الطويلة، تلك التي تستلقي خلالها في السرير بينما تتمزّق بين النعاس وبين عدم مقدرة النوم أن يتغلغل إلى وعيكَ، ماذا ستستعرض في شرائط أحلامكَ؛ أي أن تقرّر المواضيع والأحداث والخلطات التي ستنكّه بها وجبات أحلامكَ لهذه الحصّة من النوم. نحن نقرّر أحلامنا مسبقاً، نخطّط نكهاتها وكيفيّة طبخها ومدّة استوائها ومكوّناتها الغذائية؛ تلك التي تكوِّن الحاجات الضروريّة لصحوة اليوم الذي يلي نعاس الليلة السابقة.

إنها الرغبة في الشرود خارج سماء الواقع والتوقّف عن تناول مُلوحة العينين في مزاد الأيام التي لا تنتهي مبايعاتها لأمانيك. الرغبة في التعرّي من كلّ ما يثقل عليك في نهاراتك ويجرّدك من ذاتك بينما تحاول أنت حمايتها بهشاشة جناحيك. إنها محاولة لا لإعادة التوازن عن طريق الأحلام، إنّما لنزع حواسك الخمس عن جلدِك، تلك الحواس التي تحاول الخروج من دائرة الولادة والموت المتكرّرة خلال ساعات النهار، على طول خطّ مسار أيامك.

بمَ سأحلم الليلة؟ حسناً، سأركب على متن رحلةٍ ستقلع بي إلى وجهاتِ أحلامٍ عديدة، صمّمتها بأقمشة عزمي وألوان قدراتي وتموّجات إرادتي وسموات إيماني، إلّا أنّ الوقود الذي يسيّرها له رائحة لقائنا وصوت حنيني إلى وجهك.




No comments: