Thursday, February 11, 2021

الراحة لنفسك سيّدي الحب

كيف سيُسْفِر عيد العشاق النقاب عن وجهه هذا العام، بينما الحبّ في زمننا طريح الفراش في العناية الفائقة، يتزيّن بآلات الإنعاش والتنفّس الإصطناعيّ.


المطاعم مقفلة. محلّات بيع الملابس الداخلية مقفلة. واجهات الحلوى المصنّعة على شكل قلوب مقفلة. محلّات بيع الكحول مقفلة. متاجر الذهب والأحجار الكريمة مقفلة. المنظومة الإعتيادية التي تدور حول الإحتفال السنويّ الأكثر انتظاراً بعد عيد الميلاد والسانتا كلوز جميعها تلبس الكمامة وتلزم الحجر الإلزاميّ؛ فكيف سيمرّ العيد على من اعتادوا المتاجرة بالحب على سلالم الغريزة التصاعدية والتنازلية في معرض الأجساد التي تأخذ من الرابع عشر من شهر شباط من كلّ عام، منصّةً لبيع كلّ ما يمكن بيعه باسم الحبّ.


أما الحب، فهو الوحيد الذي سيحتفل هذا العام بحقيقته، واضعاً كعادته القناع على وجهه، حاجباً بعينيه الكفيفتين حقيقة الإنسان وطبيعته التي تميل إلى كل شيء إلّا الحب. الحب زهر المستحيل الذي لا نعرف غيم أرضه، ولا تراب بلاده. وما يتمّ إسناده إلى الحب في عيده، هو احتفالٌ صرفٌ للعربدة في مشاعات الرجولة التي تخترع أسباباً لتشيىء المرأة فكراً، روحاً وجسداً. أما عن تشيىء المرأة، فهناك ابتكارات لا حدّ لها ولا تعداد، في معارض المنظومات الإجتماعية العديدة في سائر أنحاء العالم، والتي تهدف جميعها، الوصول إلى الوليمة البشرية الحيّة، المتمثّلة بالجسد الأنثويّ وإيقاعه في شرك اللعب الجنسيّ وكلّ تدرّجات ظلالهكيف يتجلّى الحبّ الطاهر في النفوس المريضة، وجميع النفوس البشرية مريضة وملوّثة جراء قتل الحيوان والإنسان والكوكب بأكمله…..


لكلّ مجتمعٍ عاداته ومفاهيمه حول هذا العيد، لكنها جميعها تدور في فلك العبودية الإنسانيّة، حيث يتمّ استعمال الهدايا كمصيدة، تقع المرأة في فخّ التضليل الذي يتمّ من خلاله، تفخيخ العبوات الناسفة على شكل علب هدايا. أما الهدية الحقيقيّة، فهي المرأة الغافلة عن كونها هدية للرجل وهي نفسها المتعة الأولى والأخيرة التي يسعى إليها. وبينما طبيعة وجوهر الحب في مكان، وقيمته في مكان آخر؛ يبقى الحبّ عالقاً في المتاهة المنسيّة بين التوق له كقيمة وبين الحاجة إليه كشهوة!


وبعيداً عن كلّ ما قيل في الحب في النصوص الأدبية والفلسفية والإجتماعية والدينية والسيكولوجية والبيولوجية والموسيقية، بعيداً عن كلّ النصوص وكلّ المعهود من الفكريّ إلى العاطفيّ إلى الجسديّ؛ هل مَن يَعلم حقّاً ما الحب ويُعَلِّم؟؟؟؟؟؟؟؟؟


كلّ يوم وأنت الحب يا حبّ! 

No comments: