في خضمّ النعاس،
يستقيل الليل من عناصره
مهاجراً مع سنونوّات شاردة خارج الفصول،
خارج الأماكن،
ترفرفُ مكتظّةً داخل عجين القلب
طريٌّ هشّ،
لم يعرف سوى هشيم النار المستعرّة،
واحتراق السماء عند سقوط المغيب..
رفقاً أيتها السنونوّات بالخبز المُنتظَر،
باليد التي ستمتدّ لتتناول لقمةً،
بالفم الذي سيلوك الكِسرة مع الغصّة دفعةً واحدة،
كي يتشبّث برفيقه الألم، عصاً تَقيه السقوط..
أورفيوس في أرضي نسي لحن الأغاني
واختلطت به المعاني،
فانهمرت به نقاط الوجه المسروق
في ماء النهر الهارب من منبعه..
السنونوّات تصفّق بجناحيها
تحاول إيقاظ السماوات المُحتجزة
بين الجهات المتباعدة
مصلوبة في غفلتها عن أزرقها.
كيف للزُّرقة أن تقفل ممرّ سمائها؟
كيف للشجر أن يخون أخضر أوراقه؟
وكيف للشواطىء أن تطوي زبدها بوجه الرمال؟
وكيف كيف يذوي بعينيك النبض يا أبي ليثور غَمراً من البراكين في صدري يا أبي كيف؟
كيف؟
No comments:
Post a Comment